العالم يودع “فرانك كابريو”.. قاضي العدالة والرحمة

تقرير – محمد جرامون
الرحمة والعدل يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب، تلك هى الفلسفة التي كان يعتنقها واحد من أشهر القضاة فى التاريخ، إنه القاضي الأمريكى “فرانك كابريو” الذي لقبة العالم بالقاضى الرحيم، والذي خسرته العدالة والإنسانية بعد أن لقى ربه أمس عن عمر ناهز ال ٨٨ علماً بعد صراع مع سرطان البنكرياس.

فرانك كابريو قاضي الرحمة
إستطاع القاضي فرانك كابريو ان يحجز مكاناً له فى قلوب الملايين من كل أنحاء العالم، حيث لم يكن مجرد قاضٍ يُصدر أحكامًا، بل كان أبًا عطوفًا وصوتًا رحيمًا يعكس صورة أخرى للعدالة، عدالة لا تخلو من الإنسانية وابتسامته، كلماته الطيبة، ومواقفه المؤثرة مع البسطاء جعلت منه “القاضي الرحيم” الذي أعاد تعريف العلاقة بين القانون والرحمة، فكان يؤمن بأن القانون يجب أن يكون عادلاً لكنه أيضاً يجب أن يراعي إنسانية البشر وظروفهم.
وحصل القاضي كابريو على شهرة عالمية بعد انتشار مقاطع فيديو من جلساته القضائية على الإنترنت، وصلت لملايين المشاهدات على يوتيوب وفيسبوك، من خلال برنامجه التلفزيوني الشهير( “Caught in Providence” “محاصر فى بروفدنس”) الذي يُعرض فيه جلساته القضائية الواقعية.
ومنذ تعيينه قاضي في عام 1985، تعامل كابريو مع آلاف التفاصيل المتعلقة بالمخالفات المرورية، لكن طريقته كانت مختلفة عن أي قاضي آخر، فهو لا يقتصر على القانون بحرفيته، بل تعامل مع الناس بإنسانية نادرة، يسألهم عن متطلباتهم، يتفهم معاناتهم، ويبحث عن مخرج قانوني يخفف عنهم ما استطاع، حيث أظهرت فيديوهاته المنتشرة عالميا، ظهورة وهو يعفي أم من الغرامة الواضحة لأنها فقيرة ومن أجل أطفالها، أو يبتسم لرجل مسن ويخبره بأن القانون يعاقب، لكن الرحمة تغفر، هذه هي فلسفته أن تكون العدالة رحيمة، وأن القانون ليس للأبد قاسيًا.

السيرة الذاتية للقاضي فرانك كابريو
وجدير بالذكر أن القاضي كابريو ينحدر من عائلة إيطالية مهاجرة من نابولي، وولد في 23 نوفمبر 1936، في بروفيدنس (Providence) بولاية رود آيلاند، بالولايات المتحدة الأمريكية .
وكان قد تخريج من جامعة بروفيدنس وحصل على شهادة القانون من كلية الحقوق في نيو إنجلاند، وعُين كقاضٍ في بلدية بروفيدنس عام 1985.
وعمل أستاذاً للقانون والسياسة، كما شارك في العمل السياسي في رود آيلاند، وكان عضواً في مجلس التعليم العالي.
ونال القاضي كابريو عدة جوائز تقديراً لخدمته العامة ولأسلوبه الإنساني في القضاء، وكان متزوج ولدية خمسة أبناء، أحدهم هو فرانك كابريو وكان سياسي أمريكي شغل منصب أمين خزينة ولاية رود آيلاند.
ولا شك أن رحلة حياته بتفاصيلها وفلسفتها قد أوجدت منطقة مختلفة للعدالة تؤكد على انه قد يختلف الكثيرون حول تطبيق القانون بصرامة أو بمرونة، لكن ما لا يختلف عليه أحد أن القاضي فرانك كابريو علّم العالم درسًا بليغًا الا وهو ان العدل الحقيقي لا يكتمل إلا حين يمتزج ميزانه بالرحمة.







